في القرن السادس عشر كان هناك لاهوتي ، امضى سنوات كثيرة يتوسل الى الله بان يرسل من يرشده الى طريق القداسة و السعادة ، و يوماَ ما سمع صوتا يقول له :" قم الى الكنيسة فتجد على بابها رجلأًَ يحقق لك بغية روحك"
فذهب الى هناك .. ليجد شحاتآ يستعطي فقال له :" اسعد الله صبحاك يا اخي ".
اجابه الشحات: لا اذكر انني قضيت يوماً رديئاً في حياتي .. فلماذا تدعو لي بالسعادة ؟
اللاهوتى : اذن فليباركك الله!
الشحات: و ماذا تعني ببركتك هذه ؟ انا ما عرفت بحياتي الا البركة .
اللاهوتى : معنى كلامي انني اتمنى لك كل انواع السعادة !
الشحات : لست بحاجة الى اي شيء من هذا .. لانني ما شعرت يوما بالتعاسة
اللاهوتى : اذن ليكن الله معك !
الشحات : و لكن الله معي دوما ولا يفارقني ..
فقال اللاهوتي مندهشا : رجائي اليك يا اخي ان تشرح لي موقفك لاني لا افهم شيئا ..
فاجابة الشحات : "على الرحب و السعة "
واخذ يسرد قائلاً: ما عرفت في حياتي يوماً رديئاً ، لان كل ما يحدث هو من تدبير الله ، و كذلك ما لقيت في ما مضى من عمري الا كل بركة ، لان ما من شيء يحدث بالكون بدون ارادة ابينا السماوي ، لهذا ان اتقبل كل شيء بفرح و اطمئنان ما دام من يدي ربي و ابي ، اما الشقاء فما شعرت به قط .. لاني واثق بحنان الهي و مستسلما لارادته ، لم اطلب شيء لا يرضى الله به او لا يريده لي ، لذا اجد الله في قلبي لا يفارقني ، و اتذوق بصحبته سلاما و سعادة لا وصف لهما .
" الذين يحبون الله ، كل شيء يعاونهم للخير " ( رو 28:8