تاريخ خشبة الصليب
** تاريخ خشبة الصليب **
--------------------------
عند الاباء السريان والروم الارثوذكس قصة تاريخية عن خشبة الصليب فيقولون بأن الله تعالى قد امر لوطا ان يغرس شجرة سرو فى المكان المعروف الان بدير المصلبة وهو يقع فى غربى اورشليم على بعد بضعة اميال ....
واوصاه ان يسقى هذه الشجرة من نهر الاردن الذى يبعد عن هذا المكان بنحو 50 كيلو مترا .. وفعلا اخذ لوط جرته وذهب الى الاردن وملاها وفى عودته صادفه فى الطريق شيخ اضناه التعب وسأله ان يسقيه فلما امال لوط الجرة, رماها ذلك الشيخ على الارض فتناثرت اجزاؤها .. ولم يكن ذلك سوى شيطان تشبه بشكل انسان مسكين .. فقفل لوط راجعا الى الاردن وتحصل على جرة ملآها , ولما عاد صادفه الشيطان فى الطريق فى شكل امرأة تحمل طفلا يبكى من شدة الظمأ وتوسلت اليه ان يسقى طفلها فأعطاها الجرة فسكبتها على الارض ...
ثم عاد لوط للمرة الثالثة وملآ الجرة ورجع فى طريقه واعانه الرب على الوصول سالما فروى شجرة السرو فنمت واينعت ...
قيل انهم اخذوا صليب رب المجد من هذه الشجرة ّ !! ويؤمن بهذا التقليد السريان والروم الارثوذكس ويترنمون به فى صلواتهم ومن اجل هذا انشأوا فى هذا المكان الدير المعروف بأسم دير المصلبة ...
** وبعد الصلب **
-------------------
قام الامبراطور ادريانوس قيصر برحلة فى انحاء مملكته سنة 117م فمر بمدينة اورشليم فلما وجدها خرابا على اثر ماحدث لها من التدمير فى سنة70 م عين اخا زوجته اكيلا لكى يعيد المدينة الى ماكنت عليه من عظمة فبنى اكيلا هيكلا لجوبيتر على انقاض هيكل سليمان ...
واقام صنما عظيما للآلهة فينيس فوق الجلجثة وبنى هيكلا للآله ادونيس فوق المغارة التى ولد فيها السيد المسيح ... ثم طمر القبر المقدس بالاتربة وكان اليهود منذ صلب المسيح يضعون الزبالة فوق المغارة التى كان فيها الصلبان فجعلوا كومة عالية فوقها ...
وكان المسيحيون يأتون من بلاد نائية ويسجدون فى هياكل الاوثان فى الظاهر ولكنهم يقصدون السيد المسيح ويتبركون من تلك الاماكن المقدسة , وكان الوثنيون يظنونهم يسجدون لالهتهم فيألها من عناية عليا عناية الله التى حفظت للمسيحيين اثار مسيحيتهم المقدسة بل وحرية عبادتهم فى ذلك الوقت العصيب !!
ويذكر اوسابيوس المؤرخ ان الملك قسطنطين اذ كان يحارب فى رومية ظهر له صليب من نور مكتوب عليه بهذا تنتصر , وقد ظهر له السيد المسيح فى رؤيا الليل ومعه صليب وامره ان يصنع مثاله ويجعله شعارا لجيشه , وفعلا جعل قسطنطين الملك علامة الصليب على راية من ذهب وانتخب لحملة خمسين بطلا من حرسه الخاص الملك قسطنطين فى تلك الموقعة انتصارا باهرا ...
** البحث عن خشبة الصليب **
---------------------------------
ولما استتب السلام على يد الملك قسطنطين اتفق مع والدته الملكة هيلانة ان تذهب الى الاراضى المقدسة وتبنى هناك الكنائس لعبادة السيد المسيح وقد اعطاها لاجل ذلك الاموال الوافرة .. وعندما وصلت الى القدس هدمت هيكل الزهرة وغيره ثم سألت عن مكان الصليب فأرشدها مقاريوس الاسقف بمساعدة, شيخ يهودى اسمه يهوذا الى مكانه وكان مزبلة هائلة !! ...
فلما رفعوا الاتربة وجدت ثلاثة صلبان ولوح الكتابة , وادوات الصلب , ولكى تميز ايا منها صليب المسيح . اشار الاسقف ان تضع الصلبان بالتوالى على جثة انسان ميت , فالصليب الذى يقيم الميت يكون صليب المخلص .. وبهذه الطريقة عرفت الصليب المجيد فكان ذلك اليوم عيدا .. ولازالت الكنيسة تعيد فى كل عام بتذكار ظهور الصليب فى 17 من شهر توت . ثم بنت الملكة هيلانة فوق ذلك المكان كنيسة القيامة سنة 328م وكانت تسمى اولا كنيسة القمامة نظرا لان مكانها كان مزبلة كبرى ...
** بناء الكنائس الفخمة **
---------------------------
ومن ثم بدأت الملكة هيلانة تبنى الكنائس الفخمة فى القدس فبنيت كنيسة فوق مغارة الصليب واخرى فوق القبر المقدس وثالثة فوق الجلجثة ورابعة فوق المهد وخامسة فى علية صهيون بأسم ابائنا الرسل , وسادسة فى مكان الصعود فوق جبل الزيتون وسابعة فوق قبر لعازر فى بيت عنيا ....
ثم بنى الملك قسطنطين كنائس اخرى غير هذه .. وقام بتدشين هذه الكنائس القديس اثناسيوس الرسول بابا الاسكندرية مع بطريرك انطاكية بدعوة من الامبراطور فى سنة 335م , وقد طافوا بأحتفال رائع بهذه الكنائس وهم يحملون خشبة الصليب المجيد ...
ثم اعادوا خشبة الصليب الى مكانها فى مغارة الصليب وكانت محفوظة داخل غلاف من ذهب مرصع بالجواهر الثمينة ...