اقول ابونا بيشوى كامل عن الصوم
*******************************************
الصوم هو الوسيلة لضبط الأهواء والشهوات حتىتنسجم حياة المسيحى مع روح الله الذى يقوده فى طاعةوخضوعالصوم ليسفرضاً أو عبئاً ولكنه احتياج يسعى إليه القلبالصوم ليس مجرد انقطاع عنالأكل .. ولكنه صلب للذة شراهة الأكل .
ليس الصوم تعذيباً للجسد بل انطلاقاًللروح للسير فيه مع الرب يسوع .
ينبغى أن تكون أصوامنا وعبادتنا داخل إطارالقصد الإلهى فى حياتنا .. لذلك لو لم نعطِ الفرصة أمام اللهليحقق قصدهفينا نكون قد خيبنا أمـل الله فينا .. وهذا أشد ما يحزن قلب اللهالصوم معالصلاة وسيلة توصلنى بالإيمان إلى إتمام قصد الله فىَّ . الصوم مع التذلل يحررالنفس منالذات ومن الرباطات المادية فتنطلق لتوها تائبة إلى حضن الآبوصارخة " يا أبانا الآب " ( رو 8 : 15 )
الصوم يعنى صلب الذاتالصوم يبدأ بالتوبة وينتهى بالقيامة يؤهل الشخص الصائم صوماً مقبولاً لعشرةالملائكة ، ويدعونه الرجلالمحبوب ( دا : 10 ) إذا صيرنا للجسد فرصةبإهمالنا الصوم والبذل والصلاة والسهر غابت عنا شمس الحرية وحلاوة الترنيم . وظهرتفينا الأنانية والارتباك بالمادية والشهوانية .
شهوة الأكل يجب أن تراقببالصومالصوم هو شركة حب مع آلام ربناالصوم هو الطعام اليومىللحياة الروحيةأهم ثمار الصوم أن تبدأ عيون قلوبنا الروحية ترىاللهالصـوم هو أروع مجال لظـهور بـر الله فى حـياة التائبينإنالعلاقة السرية بين النفس البشرية والمسيح هى علاقة خفية تبدأ فى المخدع. لذلكيلازم الصوم قلةالكلام .. وقلة الزيارات .. والانعكاف على القراءاتالروحية وحضور القداساتهدف رحلة صومنا هو الدخول إلى داخل النفس ( فىالخفاء ) حيث يطهرها الرب بدمه ويكرسها هيكلاً لهويزينها بمواهبهكل طعام عالمى سوف لا يورثنا إلاَّ الموت .. فعلام التهافت على أطعمةالعالم المسمومة على ملذاتهومراكزه وأمجاده الزائلة القصد الإلهى من الصومهو الجهاد المستمر بإيمان ضد الذات وإغراءات العالم والجسد حتى نصل إلى نقاوة القلبالتى بها نعاين الله . الذين ساروا بإيمان واجتهاد فى صومهم وعاشوا شركة آلام الرببفرح يعطيهم الله بركة قوة القيامةالله بذاته سائر معنا طول الرحلة ( رحلةالصوم ) هذا إيمان الكنيسة أن السيد المسيح صام عنا ومعناأخى إن أباناالسماوى يدعوك إلى شركة مقدسة معه فى الخفاء تبدأ بها صومك وصلواتك وصدقتك فاحذرأن تهملهاإن رحلة الصوم تبدأ بعد غلق الباب الذى يطل على العالمعندئذٍ ينفتح أمامنا باب آخر يطل على السماءدستور سيرنا فى رحلة الصوم أملوحياة جديدةفى المسيح وفرح وشجاعة وعدم يأس وانطلاقات روحية ونمو مستمر .. إنها رحلة لا تعرف التوقف أبداًالتجهيز لرحلة الصوم يحمل معنى تصفيةالأركان الضعيفة بنعمة المسيح تصفية الشهوات .. تصفية محبةالعالم .. تصفيةمحبة الذات .. تصفية الكسل والفتور .. تصفية البغضة والكراهيةعندما تفقدكنيسة القرن العشرين الصوم فإنها تفقد حياة التوبة حياة الجهاد الروحى .. حياةالطهارة ..
حياة الغربة فى العالم .. حياة الزهد .عندئذٍ تصبح الكنيسةمعرضة للفتور الروحى ، ومحبة العالم والشهوة ، وعبادة المال ، وتصير هزءاً للشيطانكما هزأ بآدم من قبل وهكذا حيث أن سقطة آدم بدأت بشهوة الأكل لذلك بدأ الرب يسوعبعلاج خطيتنا بالصوم عناالصوم يؤهل النفس للانتعاش الروحى . والاتصالبالله ، وامتلاء القلب بحب اللهدائماً الصوم يقترن بالصلاة وهذا يعنى أنالصوم بدون صلاة هو كبت وحرمان ولكن بالصلاة يتحوللانطلاق روحى للنفسإنى أحب كنيستى القبطية الأرثوذكسية التى تعلمنى أن الصوم يجب أن يكونانقطاع كامل عن الأكلحتى الساعة التاسعة ( الثالثة بعد الظهر ) وهى نفسالساعة التى طلب فيها الرب قطرة الماء إنه حب ليسوع المصلوب عريسها يجعلهـا تشـاركهعطشه من أجل أبنائه ومن أجل توبتهمإن الصوم الكبير هو أعظم فرصة لأولادالكنيسة ليعبروا عن كل ضعفات النفس خاصة الأشياء الصعبة جداًوالمستعصيةعلينا .
لأن ربنا الصائم معنا سيعبر اليوم بالصليب بأولاده عن كل ضعف ويريهم بهجةوقوة قيامته المقدسة .
صوم القلب ينعكس على المظهر الخارجى . وهذا صوت موجهللشباب والشابات المشغولين بالزينة